
خاص - شبكة قُدس: أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، انقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معلنا منع دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما صاعد من حدّة التوترات التي أعقبت سلسلة من الخروقات الإسرائيلية للاتفاق.
وفي ظل تعثر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من طرف الاحتلال والانتقال إلى المرحلة الثانية منه التي كان من المفترض أن تبدأ، أكدت الفصائل الفلسطينية أن رئيس وزراء الاحتلال يراوغ ويتهرب من تنفيذ الاتفاق، بهدف فرض شروط جديدة لم تكن ضمن الاتفاق الأصلي.
في المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها لن تقبل بأي محاولات لفرض تسويات تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، مطالبة الوسطاء بالتحرك الفوري لإجبار الاحتلال على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، محذرة كذلك من أن أي تصعيد إضافي سيؤثر على مصير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
وتعقيبا على قرار نتنياهو منع دخول المساعدات لقطاع غزة؛ قال القيادي في حركة حماس، حمّاد الرقب في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس"، إن القرار يضاف إلى سلسلة الجرائم الكبيرة بحقّ الشعب الفلسطيني، خاصّة وأن القرار يشمل المساعدات والشاحنات التجارية، وهذا يعني منع دخول أي شيء لقطاع غزة، وهو ما يعني حرب تجويع وإبادة، "وبكل أسف يخرج الاحتلال بهذه الصفقة وبتأييد أمريكي".
وأضاف الرقب، أن "الاحتلال تنكّص عمّا تم الاتفاق عليه، لأن مراحل الاتفاق معروفة، وكل مرحلة لها خصائص، والمقاومة لم تتراجع حرفًا واحدًا عمّا اتفق عليه، ولكن العدو يريد تنفيذ المرحلة الاولى فقط، دون الالتزام الواضح بنهاية الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة".
وأشار القيادي في حماس، إلى أنه "ليس من العقل والمنطق القبول بالشروط الإسرائيلية المغلّفة بعنوان "مقترح ويتكفوف"".
وأكد، التزام حركته بما تم الاتفاق عليه، وقال إن "العدو يتحمل مسؤولية الإخلال، ولدينا التزام أخلاقي أمام شعبنا وأسرانا بعدم وقف الجهود نحو تبييض السجون، ونحن نتمترس بعهدة الدم في الدفاع عن شعبنا".
وفي الوقت ذاته، طالب الرقب، الوسطاء الذين تعهدوا بالالتزام بالاتفاق، بأن عليهم ممارسة الضغط على العدو الصهيوني، ولو تعرضنا لضغط عسكري، لن نتخلى عن موقفنا، ولسنا منغلقين أمام أي مقترحات يمكن أن تضمن عدم عودة الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل، لكنَّ الاحتلال حتى هذه اللحظة لم يفِ بالتزاماته في الشق الإنساني من المرحلة الأولى.
وأكد أن أي قرار إسرائيلي في تضييق الخناق على قطاع غزة، سينعكس على أسراه لدى المقاومة، وما يجري على أبناء شعبنا يجري على أسرى الاحتلال لدينا، وبالتالي فإن الاحتلال يتحمل أي تبعات تطالهم.
وأشار إلى أنه منذ اليوم 15 في المرحلة الأولى، "نتواصل مع الوسطاء، ونقدم لهم تقريرًا يوميًا عن تجاوزات الاحتلال التي وصلت بالمئات، وأوضحنا للوسطاء أن اختراقات الاحتلال يومية، آخرها كان قصف طال المدنيين أمس واليوم وإغلاق المعابر، وكل ذلك نوصله للوسطاء بخطّ ساخن لا يتوقف". وأشار إلى أن الوسيطين المصري والقطري يتحدثان بشكل واضح أن مطالب حماس هي مطالب نحن من ضمنها، ولكن الموقف الأمريكي مرّة يتحدث حول الالتزام بتنفيذ الاتفاق، ومرة يتحدث وفق رؤية نتنياهو".
وشدد على أن موقف حماس حتى اللحظة أنها جاهزة للذهاب للمرحلة الثانية، وفق الشروط التي تمّ الاتفاق عليها سابقًا.
وردًا على سؤال "شبكة قدس" حول تلقّي حماس مؤخرًا أيّ مقترحات مرتبطة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل سحب سلاح المقاومة، قال الرقب، إنه "لم تعرض علينا أي دولة عربية هذا المقترح، وهذا كلام مصادر إعلامية موجّهة من قبل الاحتلال، ولو طالبتنا أي دولة عربية نقول إن "دون ذلك أرواحنا وأعناقنا" وما عجز الاحتلال عنه عبر الدبابة والطائرة، لن يحصل عليه في الطاولة".
من جانبه قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من قطاع غزة، خميس الهيثم في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس"، إن قرار نتنياهو انقلاب على الاتفاق الذي رعاه الوسطاء، والاحتلال يريد تمديد المرحلة الأولى دون تلبية الاستحقاقات التي التزم بها بإدخال المساعدات الكاملة، ومعدات إزالة الأنقاض، ومختلف التفاصيل البروتوكولية الأخرى.
وأضاف الهيثم، أن نتنياهو يحارب أكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع عبر التجويع، ولكن ما فشل بتحقيقه في ظل الحرب وما تبعها من دمار شامل، لن يستطيع تحقيقه عبر إغلاق المعابر.
وأكد أن حركته ملتزمة بوقف إطلاق النار القائم على 3 مراحل، ومستمرة بالالتزام بما اتفق عليه، والاحتلال هو من يتحمل تبعات إفشال ذلك.
وذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن الوفد الفلسطيني المفاوض يتواصل باستمرار مع الوسطاء، والجهات المعنية لمتابعة تفاصيل تنفيذ الاتفاق كما اتفق عليه، مجددا دعوة حركته للدول المشاركة في القمة العربية المقرر انعقادها بعد أيام بأن تصدر مواقف واضحة نصرة للشعب الفلسطيني وتدين كيان الاحتلال.
أما أمين سر اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبيّة من قطاع غزة، إياد عوض الله، فقال في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس"، إن هذه حالة ابتزاز من أجل سحب أوراق القوى من المقاومة، وانعكاس لانسحاب الاحتلال من الالتزامات المفروضة عليه "كونه يريد كسب كل شيء، وعد دفع شيء".
وأضاف عوض الله، أن القرار وصمة عار على الدول العربية والإنسانية الدولية التي تسمح بارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا. مشيرا إلى أنه "مهما بلغت المؤامرات ومهما تعاونت أنظمة عربية خليجية مع الاحتلال، نقول "إن لا مكان للاحتلال على أرض فلسطين"".
وبحسب عوض الله، فإن "الأصل أن يعلن الوسطاء بكلمة واضحة ضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق، ولا يمكن القبول بفكرة أن الفسطيني يرضخ لشروط الاحتلال، ورغم الجراح فإننا متمسكون بخياراتنا ولن نتنازل عن شروط المقاومة".
وقال إن المقاومة ملتزمة بمواقفها السابقة المعلنة، بتنفيذ بنود المرحلة الثانية الآن دون منح نتنياهو ما يريد، وهذا موقف وطني موحّد قائم على ضرورة الانسحاب الكامل من غزة وفي محور فيلادلفيا، ومستعدون لتحمّل أي عقبات قد تحصل بناءً على ذلك. متسائلا ماذا سيفعل العدو أكثر من قتل وإصابة واعتقال مئات الآلاف، وتدمير المستشفيات والمنازل والطرقات، كل ذلك من أجل تركيع الشعب الفلسطيني الذي لن يتنازل عن هدفه الاستراتيجي بإزالة كيان الاحتلال.
وفي تصريح صحفي صادر عنها، قالت حركة الأحرار الفلسطينية، إن لدى كتائب المقاومة الكثير من الأوراق الضاغطة، والتي ستجبر المحتل على القبول والمضي بوقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة التي يرتكبها في غزة.
وأضافت أن "التساؤل الذي يطرح نفسه أين دور وموقف الضامن الوسيط قطر مصر الولايات المتحدة وغيرهم، أين انتم من هذه الخروقات وهذا التنصل الواضح من الاحتلال الذي يضرب وساطتكم وضماناتكم بعرض الحائط".
وطالبت نطالب الوسطاء بالوقوف أمام مسؤولياتهم، والضغط على الاحتلال بالمضي في اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وعدم التلاعب في عذابات وآلام شعبنا وممارسة الابتزاز للحصول على أسراره دون مقابل. محذرة التجار المتماهين مع قرار الاحتلال، بإغلاق المعابر والذين يجنحون لرفع الأسعار أو احتكارها و اخفاءها من العرض بأن سيكون الحساب عسيرا.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا